يتكون الجهاز التناسلي الأنثوي من المبيضين و قناتي فالوب (الأنابيب) والرحم والمهبل والفرج. يحتوي مبيض الطفلة حديثة الولادة على ما يقارب المليونين من البويضات. إلا أن هذا العدد يتضاءل تدريجيا ليصل إلى 300000 عند سن البلوغ، يصل منها 300 بويضة فقط مرحلة النضج والإباضة خلال فترة الخصوبة أي ما بين سن البلوغ وسن اليأس، بمعدل بويضة واحدة في الشهر.
يتحكم عدد من الغدد بوظائف الجهاز التناسلي عن طريق إفراز مجموعة من الهرمونات وتأتي في مقدمة هذه الغدد الغدة النخامية Pituitary Gland الموجودة داخل الجمجمة أسفل المخ والتي تقوم بالدور الأساسي والقيادي في التحكم بمعظم الغدد الأخرى. والغدة النخامية بدورها تخضع لسيطرة منطقة في أسفل المخ تسمى الهايبوثلاموس Hypothalamus أو منطقة ما تحت السرير البصري.
إضافة إلى ذلك يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين Insulin وتقوم الغدة الكظرية بإفراز مشتقات الكورتيزون Cortisone.
هذه الهرمونات مجتمعة وبتناسق تام فيما بينها تنظم عمل المبيضين للوصول إلى تكوين بويضة ناضجة. مع بداية الطمث تقوم الغدة النخامية بإفراز كميات متزايدة من هرمون اف اس اتش والذي يحفز عدد محدود من البويضات للنمو، وتتسابق هذه البويضات للوصول إلى مرحلة النضج (تتواجد البويضة وتنمو في حويصلة تسمى حويصلة جراف). وفي العادة تأخذ بويضة واحدة الريادة في هذا السباق. ومع حلول اليوم العاشر (من بداية نزول الطمث) يكون قد تم تحديد هذه البويضة وهو ما نستطيع تأكيده بواسطة التصوير بالموجات فوق الصوتية. تبدأ هذه البويضة بإفراز هرمون الاستروجين Estrogen والذي يعمل بتناسق مع هرمون اف اس اتش على نمو البويضة إضافة إلى إشعار الرحم بضرورة نمو بطانته وتهيئته لاستقبال البويضة الملقحة.
البويضة الناضجة كما تبدو بالتصوير بالموجات فوق الصوتية
التغيرات التي تطرأ على الغشاء المبطن للرحم
(يلاحظ زيادة سمك الغشاء وزيادة عدد الأوعية الدموية)
كذلك يزيد هرمون الإستروجين من إفرازات عنق الرحم ويقلل من لزوجتها. تستمر هذه البويضة بالنمو معدل 1 - 2 مم يوميا حتى يصل حجمها إلى 18 - 24 مم وبذلك تكون قد بلغت مرحلة النضج. عندئذ تقوم الغدة النخامية بإفراز كميات كبيرة من هرمون ال اتش وبشكل مفاجئ مما يؤدي إلى الإباضة أي خروج البويضة من المبيض لتقوم قناة فالوب بتلقفها ونقلها في اتجاه الرحم.
بعد خروج البويضة من حويصلة جراف في المبيض تمتلئ هذه الحويصلة بكمية من الدم مما يعطيها اللون الأحمر والذي يتحول تدريجيا إلى اللون الأصفر (يطلق عليه الجسم الأصفر) والذي يبدأ بإفراز كميات متزايدة من هرمون البروجستيرون.
مراحل نمو البويضة وحتى تكوين الجسم الأصفر
لحظة انطلاق البويضة من المبيض
البويضة محاطة بهالة من الخلايا
بمجرد خروج البويضة من المبيض تقوم أهداب قناة فالوب بتلقفها لتبدأ رحلتها في اتجاه الرحم على أمل أن يتم تخصيبها بواسطة حيوان منوي.
أهداب قناة فالوب تتلقف البويضة
يتراوح العمر الافتراضي للبويضة من 18 - 24 ساعة من لحظة انطلاقها، بمعنى انه إذا لم تلقح هذه البويضة خلال تلك الفترة فسيكون مصيرها الموت.
أما الحيوان المنوي فله القدرة على الحياة لمدة تتراوح من 3 - 5 أيام وبهذا تبلغ فترة الخصوبة عند المرأة 5 - 6 أيام كل شهر علما بأن ذروة الخصوبة تكون في حدود 2 - 3 أيام بما في ذلك يوم الإباضة . وفي حال حدوث معاشرة زوجية في هذه الفترة فإن الحيامن تنتقل عن طريق عنق الرحم إلى تجويف الرحم ومن ثم إلى قناة فالوب لتلتقي مع البويضة المتواجدة هناك لتتم عملية التلقيح.
التقاء البويضة والحيوانات المنوية في قناة فالوب
وتعتبر عملية التلقيح من معجزات الخالق عز وجل حيث يتسابق ملايين الحيامن لدخول بويضة واحدة ، وبمجرد تمكن أحدها من الوصول إلى داخل البويضة يتصلب جدار البويضة ليحول دون دخول أي حيامن أخرى.
عدد من الحيوانات المنوية يحاول اختراق غلاف البويضة
حيوان منوي وقد بدأ اختراق جدار البويضة
البويضة الملقحة أثناء عبورها قناة فالوب لتصل تجويف الرحم
تحتوي البويضة وكذلك الحيوان المنوي على نصف العدد من الكروموزومات (الصبغات الوراثية) ( 23 كروموزوم) والتي يبلغ عددها في الخلية العادية 46 (23 زوج) . وبمجرد إتمام عملية الإخصاب تندمج نواة البويضة ونواة الحيوان المنوي والذين يحتوون على الكروموزومات ليصبح العدد 46 كروموزوم وبناءا علية يحصل الجنين على نصف الصفات الوراثية من الأم ونصفها من الأب.
كروموزومات الخلية العادية للإنسان (23 زوج أي 46 كروموزوم)
اندماج نواة الحيوان المنوي ونواة البويضة
بعدئذ تبدأ البويضة الملقحة عملية الانقسام لتكون المضغة ثم العلقة قبل أن تصل إلى تجويف الرحم والذي تصله عادة خلال ثلاثة أيام حيث تغرس نفسها بجدار الرحم لتبدأ مراحل تكوين الجنين.
الجنين أثناء الانقسام وقد وصل مرحلة أربع خلايا
الجنين أثناء انغراسه في جدار الرحم