قصة آدم عليه السلام مع إبليس...

إلى من تحفظ معنا سورة البقرة..
تطالعك أول قصة في القرآن هي قصة آدم وبدء الخليقة,, وقد تنوع العرض القرآني لها في عدة سور ، كل سورة تلقي الضوء على جانب من الجوانب.. وفيها كثير من العبر والعظات..
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير الكريم المنان: " أمر الله تعالى الملائكة الكرام أن يسجدوا لآدم إكراماً واحتراما وإظهارا لفضله -بعد أن علمه الله تعالى أسماء كل شيء وسأله عن هذه الأسماء أمام الملائكة فظهر فضله بالعلم- فسجد الملائكة كلهم امتثالا لأمر الله تعالى إلا إبليس أبى أن يسجد تكبراً وإعجابا بنفسه.. فوبخه الله تعالى حيث قال تعالى في سورة الأعراف : { قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} وقال في سورة ص{ قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} أي شرفته وفضلته بهذه الفضيلة التي لم تكن لغيرهفعصيت أمري وتهاونت بي ؟؟ " انتهى كلامه..


- لاحظي معي هذه الإضاءة على القصة في سورة ص وكيف فسرها الشيخ السعدي معا ليتضح المعنى..
رد إبليس في سورة الأعراف { قال أنا خير منه } جاء في كتاب التفسير الميسر: "إن إبليس امتنع من السجود تكبرا وحسدا فصار من الجاحدين لله العاصين لأمره"
وقال تعالى مخبراً عن رد إبليس في سورة الحجر{ قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون }

لاحظي ما انطوى عليه هذا الرد من الاستكبار لأمر الله وإظهار العداوة لآدم ، هذه العداوة الأبدية كانت ولم تزل فهو العدو قال تعالى :{ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً}

هذه الآيات في أول المصحف تعلمنا أن نستحضر عداوة الشيطان لنا طوال رحلتنا في الحياة.. وطوال قراءتك للقرآن وختمك له.. فلا يجب أن ننساها .. حيث أن الشيطان يشتد حرصه على صرف الأنسان عن التدبر فهو أحد صوارف تدبر القرآن العظيم الذي أكرمنا الله به
لذلك أمرنا بالاستعاذة من الشيطان قبل قراءة القرآن ولولا ضيق المقام لذكرت أقوال ابن القيم في فوائد الاستعاذة قبل القراءة
فإن الشيطان حريص على صرف العباد عن كنوز القرآن .. استشعري أهمية أنك تستعيذي بعظيم سبحانه وتعالى وتلوذي بحماه من عدوك وعدو أبيك عند قراءة القرآن حتى يفتح عليك بفهم كتابه..

وليكن حرصك عند القراءة أن يفتح الله تعالى عليك بالفهم الصحيح ولا تظني أن معاني القرآن مستغلقة صعبة الفهم .. فهذا حاجز نفسي لأن الله عزوجل يقول { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} سورة القمر
وما لم تفهميه من الآيات عليك بالكتب السهلة التي توضح معاني الكلمات ثم المعنى الإجمالي من الآية..
سنتابع الكلام عن العبر من هذه القصة بعد أن تجيبوني :
بأي شيء افتخر إبليس على آدم وهل صحيح ما افتخر واستكبر به؟؟

ثم ياأخواتي سنتكلم عن الفرق بين ذنب أبونا آدم عليه السلام وذنب إبليس فكلاهما عصى الله ونذكر الفوائد والعبر من ذلك فكونوا معي..