سيف الله عضو مبدع
الاوسمة :
عدد المساهمات : 81 تاريخ التسجيل : 10/06/2009
| موضوع: فى نور القران الكريم الأحد أكتوبر 11, 2009 4:55 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد : يقول الله تبارك وتعالى(أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10)جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) [سورة:ص].
[8] حينما رد المشركون رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا في تسويغ هذا الرد : لماذا خُصَّ محمد ابن عبد الله بإنزال الوحي عليه من دوننا ؟ هل لديه مؤهلات لهذا التخصيص ؟ وقد حكى الله جل وعلا شيئا من مسوغات هذا الاعتراض بقوله
(وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (الزخرف:31)
ويعنون بالقريتين مكة والطائف , فهم يرون أن الرسالة يجب أن تكون لرجل ذي مال وسيادة كبيرة في قومه .
وقد رد الله عليهم هذا الاعتراض بقوله (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي) أي إن اعتراضهم الحقيقي ليس على شخص الرسول , بل على الوحي نفسه , حيث إنهم يشكون في كونه نازلا من عند الله تعالى , بل إنهم في شك من وقوع العذاب الأخروي , إذ لو كانوا يؤمنون به لسارعوا إلى تفاديه بالإيمان بالإسلام .
[9] وهم بهذا التساؤل يعترضون على إرادة الله جل وعلا واختياره , فهل هم يملكون خزائن فضل الله سبحانه العزيز في سلطانه , الوهاب مايشاء من فضله ؟ إنهم لايملكون ذلك , ومادام أنه عز وجل هو المالك وحده وهم عبيده فكيف يعترضون على اصطفائه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
[10-11] أم إن لهؤلاء المشركين ملكَ السموات والأرض فيعطوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ؟ فليأخذوا بالوسائل الموصلة لهم إلى السماء , ثم ليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم , بل إنهم جند مهزومون قطعا لأنهم إنما يحاربون خالقهم جل وعلا كما هُزم الأحزاب من الأمم قبلهم .
ويقول الله تبارك وتعالى: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2)
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4))[سورة: الزمر].
[1-2] يخبرنا الله جل وعلا بأن تنـزيل القرآن إنما هو من الله العزيز في قدرته الحكيم في تدبيره للأمور , ثم يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : إنا أنزلنا إليك القرآن مشتملا على الحق في كل أمر من أمور الدنيا والآخرة فاعبد الله وحده وأخلص له دينك كله .
[3] ثم يبين الله عز وجل أن الدين الخالص له وحده , فهو الذي يستحق أن يفرد بالعبادة لأنه هو الخالق وماسواه مخلوق , فهذا هو الطريق المستقيم الموصل إلى رضوان الله جل وعلا وجنته, وليس طريقَ المشركين الذين اتخذوا من دونه أولياء من الملائكة والنبيين عليهم السلام والصالحين , وزعموا أنهم بعبادتهم هؤلاء المقربين عند الله تعالى سيحصلون على رضوانه وترتفع منـزلتهم عنده , وغفلوا عن أن هؤلاء مهما علت منـزلتهم عند الله تعالى فإنهم مخلوقون مثلهم, ومن الجهل والضلال أن يُرفع المخلوق ليكون بمنـزلة الخالق جل وعلا , وإذا كان هؤلاء المشركون قد اختلفوا مع المرسلين عليهم السلام ومن تبعهم من دعاة الحق فزعموا بأن عملهم هذا ليس من الشرك وأنه مما يقرب من الله سبحانه فإنه جل وعلا سيحكم بينهم فيما اختلفوا فيه يوم الحساب حينما تتميز الأعمال الصالحة من الأعمال السيئة , ثم يجازى كل إنسان بعمله , إن الله تعالى لايوفق إلى الصراط المستقيم المفترين عليه الجاحدين حقه بالتفرد بالربوبية والألوهية .[4] أما الذين يزعمون بأن الملائكة بنات الله أو أن عيسى عليه السلام ابن الله أو أن عزيرًا ابن الله فقد ضلوا ضلالا بعيدا , لأن الله تعالى لو أراد أن يتخذ ولدا لاختاره من خلقه , ولكن تنـزه الله سبحانه عن أن يكون له ولد وهو الله الواحد الأحد الفرد الصمد القهار لجميع خلقه . | |
|
هبه من الله كبار الشخصيات
الاوسمة :
عدد المساهمات : 256 تاريخ التسجيل : 21/03/2009 العمر : 36 الموقع : https://eleislam.hooxs.com
| موضوع: رد: فى نور القران الكريم الأحد أكتوبر 11, 2009 5:11 am | |
| | |
|