زهره الحياه كبار الشخصيات
الاوسمة :
عدد المساهمات : 563 تاريخ التسجيل : 07/06/2009 كاس المسابقة الاسلامية :
| موضوع: أول جمعة أقيمت بالمدينة الأربعاء ديسمبر 16, 2009 3:44 am | |
| قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن أبيه أبي أمامة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال كنت قائد أبي ، كعب بن مالك ، حين ذهب بصره فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة . قال فمكث حينا على ذلك لا يسمع الأذان للجمعة إلا صلى عليه واستغفر له . قال فقلت في نفسي : والله إن هذا بي لعجز ألا أسأله ما له إذا سمع الأذان للجمعة صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة ؟ قال فخرجت به في يوم جمعة كما كنت أخرج فلما سمع الأذان للجمعة صلى عليه واستغفر له . قال فقلت له يا أبت ما لك إذا سمعت الأذان للجمعة صليت على أبي أمامة ؟ قال أي بني كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزم النبيت ، من حرة بني بياضة ، يقال له نقيع الخضمات ، قال قلت : وكم أنتم يومئذ ؟ قال أربعون رجلا
--------------------------------------------------------------------------------
أول جمعة
فصل وذكر أول من جمع بالمدينة وهو أبو أمامة وذكر غيره أن أول من جمع بهم مصعب بن عمير ، لأنه أول من قدم المدينة من المهاجرين ثم قدم بعده ابن أم مكتوم ، وقد ذكرنا في أول الكتاب من جمع في الجاهلية بمكة فخطب وذكر وبشر بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتباعه وهو كعب بن لؤي ويقال أنه أول من سمى العروبة الجمعة ومعنى العروبة الرحمة فيما بلغني عن بعض أهل العلم وكانت قريش تجتمع إليه فيها فيما حكى الزبير بن بكار ، فيخطبهم فيقول أما بعد فاعلموا وتعلموا إنما الأرض لله مهاد والجبال أوتاد والسماء بناء والنجوم سمل ثم يأمرهم بصلة الرحم ويبشرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقول حرمكم يا قوم عظموه فسيكون له نبأ عظيم ويخرج منه نبي كريم ثم يقول في شعر ذكره
على غفلة يأتي النبي محمد فيخبر أخبارا صدوق خبيرها صروف رأيناها تقلب أهلها لها عقد ما يستحيل مريرها
ثم يقول
يا ليتني شاهد فحواء دعوته إذا قريش تبغي الحق خذلانا
ظوأما أول من جمع في الإسلام فهو من ذكرنا .
نقيع الخضمات
وذكر ابن إسحاق أنه جمع بهم أبو أمامة عند هزم النبيت في بقيع يقال له بقيع الخضمات . بقيع بالباء وجدته في نسخة الشيخ أبي بحر وكذلك وجدته في رواية يونس عن ابن إسحاق ، وذكره البكري في كتاب معجم ما استعجم من أسماء البقع أنه نقيع بالنون ذكره في باب النون والقاف وقال هزم النبيت : جبل على بريد من المدينة ، وفي غريب الحديث أنه عليه السلام حمى غرز النقيع قال الخطابي : النقيع : القاع والغرز شبه الثمام وسيأتي تفسيره فيما بعد إن شاء الله تعالى ، ومعنى الخضمات من الخضم وهو الأكل بالفم كله والقضم بأطراف الأسنان ويقال هو أكل اليابس والخضم أكل الرطب فكأنه جمع خضمة وهي الماشية التي تخضم فكأنه سمي بذاك لخضب كان فيه وأما البقيع بالباء فهو أقرب إلى المدينة منه بكثير وأما بقيع الخبجبة بخاء وجيم وباءين فجاء ذكره في سنن أبي داود : والخبجبة شجرة عرف بها .
الجمعة
فصل وتجميع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة وتسميتهم إياها بهذا الاسم وكانت تسمى العروبة - كان عن هداية من الله تعالى لهم قبل أن يؤمروا بها ، ثم نزلت سورة الجمعة بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فاستقر فرضها واستمر حكمها ، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في يوم الجمعة أضلته اليهود والنصارى ، وهداكم الله إليه .
ذكر الكشي ، وهو عبد بن حميد قال نا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، وقبل أن تنزل الجمعة وهم الذين سموا الجمعة قال الأنصار : لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام وللنصارى مثل ذلك فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه ونذكر الله ونصلي ونشكر أو كما قالوا ، فقالوا : يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى ، فاجعلوا يوم العروبة كانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين فذكرهم فسموا الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح لهم شاة فتغدوا وتعشوا من شاة وذلك لقلتهم فأنزل الله - عز وجل - في ذلك إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله [ الجمعة 9 ] .
قال المؤلف ومع توفيق الله لهم إليه فيبعد أن يكون فعلهم ذلك عن غير إذن من النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم فقد روى الدارقطني عن عثمان بن أحمد بن السماك قال نا أحمد بن محمد بن غالب الباهلي ، قال نا محمد بن عبد الله أبو زيد المدني ، قال نا المغيرة بن عبد الرحمن ، قال حدثني مالك عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس ، قال أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجمعة قبل أن يهاجر ولم يستطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجمع بمكة ولا يبدي لهم فكتب إلى مصعب بن عمير : أما بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور لسبتهم فاجمعوا نساءكم وأبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين قال فأول من جمع : مصعب بن عمير ، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم - المدينة ، فجمع عند الزوال من الظهر وأظهر ذلك ومعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أضلته اليهود والنصارى ، وهداكم الله إليه فيما ذكر أهل العلم أن اليهود أمروا بيوم من الأسبوع يعظمون الله فيه ويتفرغون لعبادته فاختاروا من قبل أنفسهم السبت فألزموه في شرعهم كذلك النصارى أمروا على لسان عيسى بيوم من الأسبوع فاختاروا من قبل أنفسهم الأحد فألزموه شرعا لهم .
قال المؤلف وكان اليهود إنما اختاروا السبت لأنهم اعتقدوه اليوم السابع ثم زادوا لكفرهم أن الله استراح فيه تعالى الله عن قولهم لأن بدء الخلق عندهم الأحد وآخر الستة الأيام التي خلق الله فيها الخلق الجمعة وهو أيضا مذهب النصارى ، فاختاروا الأحد لأنه أول الأيام في زعمهم وقد شهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - للفريقين بإضلال اليوم وقال في صحيح مسلم : إن الله خلق التربة يوم السبت فبين أن أول الأيام التي خلق الله فيها الخلق السبت وآخر الأيام الستة إذا الخميس وكذلك قال ابن إسحاق فيما ذكر عنه الطبري ، وفي الأثر أن يوم الجمعة سمي الجمعة لأنه جمع فيه خلق آدم روي ذلك عن سلمان وغيره وقد قدمنا في حديث الكشي أن الأنصار سموه جمعة لاجتماعهم فيه فهداهم الله إلى التسمية وهداهم إلى اختيار اليوم وموافقة الحكمة أن الله تعالى لما بدأ فيه خلق أبينا آدم وجعل فيه بدء هذا الجنس وهو البشر وجعل فيه أيضا فناءهم وانقضاءهم إذ فيه تقوم الساعة وجب أن يكون يوم ذكر وعبادة لأنه تذكرة بالمبدأ وتذكرة بالمعاد وانظر إلى قوله تعالى : فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع [ الجمعة 9 ] وخص البيع لأنه يوم يذكر باليوم الذي لا بيع فيه ولا خلة مع أنه وتر للأيام التي قبله في الأصح من القول والله يحب الوتر لأنه من أسمائه فكان من هدى الله لهذه الأمة أن ألهموا إليه ثم أقروا عليه لما وافقوا الحكمة فيه فهم الآخرون السابقون يوم القيامة كما قال عليه السلام كما أن اليوم الذي اختاروه سابق لما اختارته اليهود والنصارى ، ومتقدم عليه ولذلك كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة السجدة في صبح يوم الجمعة رواه سعيد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة ورواه مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس كلاهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه عن سعيد بن جبير أيضا عروة بن عبد الرحمن ذكره البزار ، ورواه الترمذي في كتاب العلل له عن الأحوص ورواه أيضا عن أبي الأحوص وعن علقمة عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيه من ذكر الستة الأيام واتباعها بذكر خلق آدم من طين وذلك في يوم الجمعة تنبيها منه عليه السلام على الحكمة وتذكرة للقلوب بهذه الموعظة .
وأما قراءته هل أتى على الإنسان حين من الدهر في الركعة الثانية فلما فيها من ذكر السعي وشكر الله لهم عليه يقول وكان سعيكم مشكورا مع ما في أولها من ذكر بدء خلق الإنسان وأنه لم يكن قبل شيئا مذكورا ، وقد قال في يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فنبه بقراءته إياها على التأهب للسعي المشكور عليه والله أعلم ألا ترى أنه كان كثيرا ما يقرأ في صلاة الجمعة أيضا بهل أتاك حديث الغاشية وذلك أن فيها : لسعيها راضية كما في سورة الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فاستحب عليه السلام أن يقرأ في الثانية ما فيه رضاهم بسعيهم المأمور به في السورة الأولى .
لفظ الجمعة
ولفظ الجمعة مأخوذ من الاجتماع كما قدمنا وكان على وزن فعلة وفعلة لأنه في معنى قربة وقربة والعرب تأتي بلفظ الكلمة على وزن ما هو في معناها ، وقالوا : عمرة فاشتقوا اسمها من عمارة المسجد الحرام ، وبنوه على فعلة لأنها وصلة وقربة إلى الله ولهذا الأصل فروع في كلام العرب ، ونظائر لهذين الاسمين يفيتنا تتبعه عما نحن بسبيله وفيما قدمناه ما هو أكثر من لمحة دالة وقالوا في الجمعة جمع بتشديد الميم كما قالوا عيد إذا شهد العيد وعرف إذا شهد عرفة ولا يقال في غير الجمعة إلا جمع بالتخفيف وفي البخاري : أول من عرف بالبصرة ابن عباس ، والتعريف إنما هو بعرفات فكيف بالبصرة ولكن معناه أنه رضي الله عنه إذا صلى العصر يوم عرفة أخذ في الدعاء والذكر والضراعة إلى الله تعالى إلى غروب الشمس كما يفعل أهل عرفة .
أيام الأسبوع
وليس في تسميته هذه الأيام والاثنين إلى الخميس ما يشد قول من قال إن أول الأسبوع الأحد وسابعها السبت كما قال أهل الكتاب لأنها تسمية طارئة وإنما كانت أسماؤها في اللغة القديمة شيار وأول وأهون وجبار ودبار ومؤنس والعروبة وأسماؤها بالسريانية قبل هذا أبو جاد هوز حطي إلى آخرها ، ولو كان الله تعالى ذكرها في القرآن بهذه الأسماء المشتقة من العدد لقلنا : هي تسمية صادقة على المسمى بها ، ولكنه لم يذكر منها إلا الجمعة والسبت وليسا من المشتقة من العدد ولم يسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم - بالأحد والاثنين إلى سائرها إلا حاكيا للغة قومه لا مبتدئا لتسميتها ، ولعل قومه أن يكونوا أخذوا معاني هذه الأسماء من أهل الكتاب المجاورين لهم فألقوا عليها هذه الأسماء اتباعا لهم وإلا فقد قدمنا ما ورد في الصحيح من قوله عليه السلام إن الله خلق التربة يوم السبت والجبال يوم الأحد الحديث والعجب من الطبري على تبحره في العلم كيف خالف مقتضى هذا الحديث وأعنف في الرد على ابن إسحاق وغيره ومال إلى قول اليهود في أن الأحد هو الأول ويوم الجمعة سادس لا وتر وإنما الوتر في قولهم يوم السبت مع ما ثبت من قوله عليه السلام أضلته اليهود والنصارى ، وهداكم الله إليه وما احتج به الطبري من حديث آخر فليس في الصحة كالذي قدمناه وقد يمكن فيه التأويل أيضا ، فقف بقلبك على حكمة الله تعالى في تعبد الخلق به لما فيه من التذكرة بإنشاء هذا الجنس ومبدئه كما قدمنا ، ولما فيه أيضا من التذكرة بأحدية الله سبحانه وانفراده قبل الخلق بنفسه فإنك إذا كنت في الجمعة وتفكرت في كل جمعة قبله حتى يترقى وهمك إلى الجمعة التي خلق فيها أبوك آدم ثم فكرت في الأيام الستة التي قبل يوم الجمعة وجدت في كل يوم منها جنسا من المخلوقات موجودا إلى السبت ثم انقطع وهمك فلم تجد في الجمعة التي تلي ذلك السبت وجودا إلا للواحد الصمد الوتر فقد ذكرت الجمعة من تفكر بوحدانية الله وأوليته فوجب أن يؤكد في هذا اليوم توحيد القلب للرب بالذكر له كما قال تعالى : فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع الجمعة . وأن يتأكد ذلك الذكر بالعمل وذلك بأن يكون العمل مشاكلا لمعنى التوحيد فيكون الاجتماع في مسجد واحد من المساجد وإلى إمام واحد من الأئمة ويخطب ذلك الإمام فيذكر بوحدانية الله تعالى وبلقائه فيشاكل الفعل القول والقول المعتقد فتأمل هذه الأغراض بقلبك ، فإنها تذكرة بالحق وقد زدنا على ما شرطنا في أول الكتاب معاني لم تكن هنالك وعدنا بها ، ولكن الكلام يفتح بعضه باب بعض ويحدو المتكلم قصد البيان إلى الإطالة ولا بأس بالزيادة من الخير والله المستعان . | |
|