السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قال الله عز وجل فى كتابه الحكيم ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو وذلك وفق ذكره الحكيم فى كتابه الكريم
(مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)) [الحشر]
وذلك لان اعلم انسان بكتاب الله وكلمات الله رسوله صاحب الرساله
فلو طلبت من شخص ما ان يلقى رساله فحواها كذا وكذا الى فلان بعيد عنك فلا بد ان توضح المعنى والقصد له حتى ينوب عنك فى توصيل رسالتك فما بالكم بخير المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لذا كانت اهميه قرأة الحديث الشريف ومحاوله فهمه فهما صحيحا حتى يتأنى لنا القدره على التحكيم السليم حيال ما نتعرض له من كلمات فى كتاب الله الكريم كى نصيب المعنى الحقيقى للحقيقة المطلقه من الرساله
وقد قرأت حديثا ورد ذكره فى صحيح البخارى يوضح امرا هاما واحببت ان اشارككم فيما توصلت اليه
قال ابو هريره رضى الله عنه وارضاه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" مثل المجاهد فى سبيل الله والله اعلم بمن يجاهد فى سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد فى سبيله بأن يتوفاه ان يدخله الجنه او يرجعه سالما مع أجر أو غنيمه "
وعليه يتضح لنا المعنى الحقيقى من الجهاد بضرب المثل بان الجهاد الحقيقى الكبير الذى ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم به المثل وهو جهاد النفس ومقاومة الشهوات والطاعه التامه المتمثله فى القيام لله عز وجل بالصلاه والنسك والتشريع والصوم عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن وليس هناك ابلغ من الصيام فى ضرب المثل الصيام الحقيقى وهو صيام الجوارح بجانب صيام الطعام فالطعام وشهوه الطعام جارحه واحده ولكن باقى الجوارج ينبغى الالتزام بها كى يكمل الصيام
وعليه اقتصر البعض على فهم الجهاد على انه القتال ولكن القتال هو جانب صغير جدا جدا من جوانب الجهاد
فجهاد النفس اشمل واعمل وتشمل جهاد نفس الانسان وجهاد نفس البشر الاخرين الذين يريدون ان يفتنونك عن دينك او يقاتلونك او حتى يظلموك الظلم البين الذى لا مناص منه الا الدفاع عن حياتك متمثله فى معتقدك وفى ما تؤمن به
فمفهوم الجهاد من بذل جهدا اى لم يتقاعس او يتكاسل والتوكل غير التوكل التوكل من الاستعانه بتوجيهات الله واوامره كى نتجنب الوقوع فى الخطا وليس التواكل بان نتكاسل او نتقاعس فالمسلم نشيط ويقظ ومنتبه ويفكر دائما يعلم حتى حيل ابليس من مطالعته لاخبار الاخرين ومن تجاربه فى الماضى وتجارب السابقين وكذلك من مناقشه الحاضر مناقشه واقعيه تحقق له عدم الوقوع فى احابيل ابليس فابليس يدخل للانسان من مائه باب خير يريد منها باب شر واحد
ولهذا كان نتيجه هذه المشقه والجهد وعد الله للذين جاهدوا انفسهم او جاهدوا فى الدفاع عن انفسهم بالجائزة
فلو مات فى سبيل دينه سيدخل الجنه
ولو انتصر وعده بالخير والرخاء فى الدنيا والعوده بالغنيمه
فغنيمه الصائم افطاره واحساسه بمتعه كان يفتقدها فالعبد الجيد حين يفطر مثلا له فرحتان فرحه بشريه تتمثل فى فرحته برؤيه مظاهر السعاده فى وجهة ووجه الاخرين بافطارهم وفرحه بفرحه ربه به بوعده بثبوت الاجر والثواب
كذلك يكون الله مع عبده بان يعوضه فى الدنيا بما يسره ويثبت قلبه على الايمان فالسعاده ليست مال فقط
فقد تكون سعادتك فى ابن صالح او تكون سعادتك فى محبه الاخرين
وان جاهدت نفسك كى لا تبدى السؤ للاخرين سيقابل الاخرين ذلك بتفهم قصدك ومدى حرصك على الا تؤذى مشاعرهم وباتالى تكون محبوبا من الاخرين
فلا شىء يأتى بدون عمل
ومن سخريه القدر ان بنو اسرائيل الذين ينادون بالتقاعس عن الجهاد وهم مرتبكى الظلم والشنائع فى العالم الان كانت رساله رسولهم الاولى هى الجهاد
جهاد النفس ومقاومه الشهوات وعدم الانصياع لمشيئه البشر واعطاء الله قدره من الخوف والاحترام وليس للبشر
فمن المعلوم ان الرسول لا ينزل فى قوم الا وكثر الفساد بينهم فما العبره ان ينزل رسول فى اناس صالحون وحولهم فاسدون
فعلى سبيل المثال نزل سيدنا محمدا صلوات الله عليه وسلامه فى مكه حيث بيت الله ويعلم الجميع انه بيت الله ولكن عبدت الاصنام وارتكبت الفواحش وكان زمن الظلام حالكا فنزل الرسول فى اكبر بؤرة للفساد كى ينير الارض كلها بنور المولى عز وجل الذى اتم نعمته على الرسول واداها رسولنا الكريم اداء حسنا
تخيلوا موقف بنى اسرائيل حين يصل تقاعسهم وتخنثهم لان يقبلوا ان يقوم فرعون واعوانه بذبح ابنائهم واستحياء نسائهم وقد ذكر المولى عز وجل ذلك فى كتابه الكريم
واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابنائكم ويستحيون نسائكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم (49) البقرة
تخيل معى اخى الفاضل واختى الفاضله موقفك حين يذبح ابنك امامك ابعد هذا الظلم ظلم وان يستحل حلالك لمن ليس حلال له من استحياء النساء الاخريات للاستمتاع بهم والتمعن فى اذلالك هل تقبل عيشه كهذه ام تدافع عن نفسك ولو فيها موتك
ان قمه الظلم ظلم النفس بالرضاء بالظلم وهى الصفه التى نفاها الله سبحانه وتعالى عن نفسه وما ربك بظلام للعبيد ان الابتلاء لك بالصبر على المكاره لكن فى امر قد يودى بك للاذلال لا يقبله الله عز وجل وكان هذا هو الاختبار العظيم والذى فشل فيه بنوا اسرائيل وبناء عليه ارسل لهم رسول الله موسى ليعلمهم ان الفضيله ليست ان تقبل المذله وتقول انا مظلوم بل ان تدافع عن نفسك بدرأ الظلم
لهذا حين امرهم سيدنا موسى بالقتال قالوا له بلسان الجبان المتكاسل اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون
وليس كما قال الصحابه الاخيار لرسول الله اذهب انت وربك فقاتلا انا معكم مقاتلون
وهذا هو التوكل
وما كان من بنى اسرائيل التواكل
هل رأيتم حرف الالف فرق فى كلمه واحده يؤدى الى النقيض تماما
التوكل بذلك الجهد
التواكل التقاعس والكسل
التوكل والجهاد ليس القتال فقط ولكنه فى كل امور حياتك حتى تكون انسان ناجحا ولكن حين تتعرض للخطر او ابدأ رغبه من بشر اخر فى قهرك ان لم تجد بد فلا مانع من مواجهته سواء بالكلام ان كان كلام بكلام او قتال ان كان قتال بقتال ولكن لا تكن من المعتدين
وان جنحوا للسلم فاجنح لها
هذا امر
لاننا لسنا معتدين ولسنا متجبرين ولو لاحظنا حتى جهاد المسلمين الاوائل ضد المشركين كان لصد عدوان سابق كطرد المسلمين والاستيلاء على اموالهم ابان الهجره
او كالخروج لتأديب الغساسنه حين قتلوا الرسول الذى ارسله رسول الله اليهم فتجمع عليهم الروم وانظروا ثلاثه الاف يواجهون مائتى الف ولم يتقاعسوا ونصرهم الله نصرا مؤزرا وكانت بدايه انهيار الامبراطوريه الرومانيه وكذلك محاوله الفرس لوأد الاسلام فى مهده وتمزيق كسرى للرساله فمزق الله ملكه وانتهت امه الفرس قبل امه الروم
الجهاد مفهومه اعم واشمل من مجرد قتال
فهناك الجهاد بالكلمه
ولكن ينبغى ان يكون الجهاد ايجابيا وذلك بان تقف فى صف الحق ولا تخوض فى الباطل
فكثيرا ما ارى العديد من اخواننا الافاضل يخوضون فى مناقشات بدعوى التحدى للاخر مما قد يدفعه لان يسب الله ورسوله بغير علم فعليك وزر مثل الذى فعل واكثر فهو لا يعلم من هو رسولك ولا من هو الله الذى نعبده هكذا يخيل اليه شيطانه ولكنك تعلم
الجهاد بان تقول الحق حين يطلب منك وان تعامل الناس بخلق حسن وان تسعى للخير دوما وان تسعى لتحقيق العداله وليس ابلغ من حديث للرسول صلى الله عليه وسلم حين قال
"انصر اخاك ظالما كان ام مظلوما قالوا علمناه مظلوما فكيف وهو ظالم قال تكفه عن ظلمه فذلك نصره له"
ان الجهاد الذين يضخمون اذاننا عنه على انه امر لا ينبغى اناس لا يدركون حقيقة البشر كما ندركها من كتاب احكمت اياته كالقرأن الكريم
وكفل الله فيه حق الدفاع عن النفس فى المعتقد وفى الروح وفى الكرامه والشرف
فلا حياه بدون كرامه ولا حياه بدون شرف ولا حياه بدون معتقد اقاتل دونه
فان كانت حياه بدون جهاد لصرنا دوابا وهذا ما يحاول الاخرون ان يفعلوه بنا فالعقيده العنصريه عند بنى صهيون ان جنسهم حاييم وما دونهم جوييم ويساوى الجوييم بالدواب الحمار ويحق للحاييم ان يمتطى الجوييم
والدين لم يكن ابدا عنصريا فاليهوديه الحقه ليست كذلك كما ان دين المسيح عليه السلام الحق ليس كذلك وسبحان الله يقولون ما لا يفعلون
فهلا وعينا اهميه الفريضه الغائبه الجهاد كى نجاهد انفسنا من ما يحيط بنا من اغانى وفحش ورزيله وخوض فى الاعراض والعصبيه القبليه الجاهليه بالتعصب الاعمى للاوطان ضد بعض كما حدث بين مصر والجزائر بسبب لعبه
اليس هذا دليل على التدنى الذى وصلنا اليه
لعبه هى القاسم المشترك بين المسلمين وبعضهم الان
ان الشيطان ينفث سمومه فى اوصالنا لاننا لا نتكلم بديننا وحين نتكلم نجد الصوت يعلوا لا تتكلم بغير علم
وما ادراك انى لست بعلم حتى تكتمنى من اساسه وان كان لديك علم فانقل الى علمك هل لهذه الدرجه وصلنا نمنع كلام الله ان يذكر وننغمس فى اللهو
انا ادخل الشاتات الكتابيه لاتكلم مع الناس بدينى وفى امور دنياى وفى امور عديده هل هذا حرام
واتقوا الشبهات هل دخولى لاكلم مسلمين شبهه
سيقول البعض ان هناك اسماء غير لائقه وتصرفات غير حميده تحدث
ساقول ما ضر ابن ادم الا عمل يده
لماذا لا تكون محاوله منا لاثبات اخلاقنا حتى فى اوقات فراغنا بان نستقطب هؤلاء بالحسنى وبشرح فوائد ديننا على الاخلاق وعلى النفس ونكون قدوه صالحه دون سباب او شتائم
ولكن نقطه اختى المسلمه ليس مكانك فى النصح فانتى مكانتك عزيزة علينا انتى جوهره مصونه ومكانك بيتك والشيطان يجعلك دوما زينه فقد تنصحين فلان ولكن جم ما يريده اشياء يندى الجبين لذكرها فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن بعض نساء المسلمين ما رأيت ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم منكن
وعليه فوجودكم يذهب عقل البعض وحتى وان اتصفوا بالحزم لانكم فتنه لنا الا لمن صلحتم لهن ولهذا لا ينبغى لكى ان تأخذى الجانب الدعوى فى محادثه الاخرين
الجهاد لا يقتصر على الشات فقط الجهاد فى عملك بان تبذل قصارى جهدك لكى تظهر انسان عصرى متفتح بان تتفهم الجميع وتستمع لهم وتحاول تذليل الصعاب امامهم بان تكون امين فى عملك بان تكون انسان ناجح يقتدى به
وان لم تنجح فهذا اختبارك فالنجاح ليس مال وانما النجاح مقاييس متعدده
ولكنى اثق تمام الثقه ان كنا جميعا مثل هذا الرجل فسننجح جميعا ولن يكون بيننا مستضعف ربما تنجح فى ان تغير فكر اخر وتعود بالدين لمفهومة الناصع وتغير غيرك فالشجره بذره والايمان بذره ان غرستها ستكون شجره سيأتيك يوم ما ثمرها او سيأكل منها ابن من ابنائك
فتعالوا نجاهد فى سبيل الله ونعلم الاخرين معنى كيف ان نكون مجاهدين حقا وما هو الشرف فى ان تكون مجاهدا فى سبيل الله
وفقنا الله واياكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
