الاسرة ووظائفها

الاسرة هي الوحدة الوظيفية المكونة من الزوج والزوجة والابناء ، المرتبطة
برباط الدم والاهداف المشتركة . وهي تتاثر بالنظام الاجتماعي الشامل
للمجتمع وتؤثر فيه عن طريق تفاعلها معه في قيامها بوظيفتها ، وتتمثل وظيفة
الأسرة أساساً في التالي:

- تزويد المجتمع باعضائه الصغار .

- تهيئة فرص الحياة لهم ، وإعدادهم للمشاركة في المجتمع .

- تزويدهم بوسائل وأساليب تكيفهم مع المجتمع .

- تقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لأفرادها.

ولقد كانت الأسرة ولاتزال أول بيئة اجتماعية يوجد فيها الطفل ويتفاعل معها .
فمن المعروف أن الأسرة في الحياة البدائية كانت تقوم بعملية التربية
لأطفالها من خلال إكسابهم المهارات والعادات والقيم الشائعة في حياة
الجماعة . ولما كانت الحياة البدائية بسيطة في مظهرها وجوهرها ، كانت
أساليب التربية ووسائلها بسيطة كذلك . وفي هذا يقول بورتن كلارك ((إن أقدم
نظم التعليم لم تزد على توعية الأم لابنتها أو الأب لإبنه وهما يعيشان معاً
ويتحدثان ويعملان . ويؤكد أنه لم تكن هناك دروس أولية في العصر الحجري
لكسر الحجر وتهذبيه ، ولكن الطفل يتعلم ذلك بملاحظته للكبار وتقليدهم ))

وهكذا لم يكن الإنسان قديماً بحاجة إلى من يقوم بتدريب أبنائه وتعليمهم
بدلاً عنه.ذلك أن التربية كإعداد للحياة لم تكن تتعدى نطا ق الأسرة ، عن
طريق توريث الخبرات والمهارات المتصلة بحرفة الأسرة في كسب عيشها ، إلى
أبنائها جيلا بعد جيلا . ثم اخترع الإنسان الكتابة وانكسر الإحتكار الأسري
لخبراتها ، فانتقلت الخبرات إلى خارج نطاقها . ثم تطورت الحياة وتعقدت
أوضاعها ، فتعذر تعليم الصغار عن طريق تقليد الكبار ، كما انشغل الآباء عن
تعليم أبنائهم ، فظهرت الحاجة إلى المؤسسة التي سميت فيما بالمدرسة .