بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا التسجيل النادر يتحدث الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله تعالى عن تسجيله للمصحف االمرتل ، وعن الأسباب وراء ذلك وعن نتائجه الحميدة في أقطار العالم الإسلامي المختلفة
وهذا نص ما ورد في المقابلة بعد مفرّغاً ، مع بعض التصرف اليسير الذي اقتضاه ما يقع في الكلام المرسل من عدم تناسق وترتيب : يقول الشيخ :
" موضوع المصحف المرتل كان له سبب : في سنة 1960 ظهرت مصاحف توزع في البلاد التي ليس بها حفَظة ؛ كبلاد إفريقيا والبلاد غير العربية، وكانت بها مصاحف محرفة ، فيها تحريف واضح للقرآن، وكنتُ قبل ذلك بعام قد عينتُ شيخا لعموم المقارئ المصرية ، ورأت الحكومة في هذا الحين أن خير علاج لا يكون طرح مصاحف بغير أخطاء، أو أن نرسل مصاحف من مصاحفنا المصحَّحة والمراجَعة ، كان الأفضل هو تسجيل قرآن سليم صحيح بطريقة يرتاح إليها الجميع وتكون كنموذج لحسن أداء القراءة ، وقد أكرمني الله سبحانه وتعالى بأن أسجل هذا التسجيل ، وهو " المصحف المرتل " برواية حفص، وكان ذلك في سنة ( 1961 ) ، وكان هذا هو أبلغ رد ، وكان له أعمق الأثر ، وكان له نصيب وافر من الانتشار في مشارق الأرض ومغاربها لكل البلاد التي بها جاليات إسلامية ، وقد أكرمني الله تعالى بأن هذا التسجيل قد حصل عليه كل مسلم سواء كان في البلاد الأوربية أو البلاد الأجنبية ، وأنا والحمد لله زرت القارات الخمس فكان يسبقني سماع المصحف المرتل ، وكان في جميع القارات الخمس ؛ في الجاليات الإسلامية وفي بلاد المسلمين هناك ، كانوا يستقبلونني بأحسن ما يكون، ولا أستطيع وصف هذا ببركة المصحف المرتل ، وبما سمعوه وبما استراحوا إليه ، وأصبح الجميع يقلدونه في البلاد العربية ، وفي البلاد الأوربية ، وفي كل مكان ، وأصبح نموذجا في جميع محطات العالم الإسلامية ، وفي غيرها ، وأصبحت المصاحف المحرفة عديمة الجدوى ، ولا ينظر إليها ، وكان هذا من توفيق الله في هذا الوقت.
لذلك بعده طلبت بلاد المغرب من مصر أن تُسجَّل لها القراءة التي حفظوا القرآن عليها ( فنحن هنا نقرأ على رواية حفص ، وهناك روايتان؛ رواية سيدنا ورش عن نافع ، تقرأ عليها بلاد المغرب ، وهناك روايةٌ أيضا ؛ رواية سيدنا قالون عن نافع تقرأ بها بلاد تونس ، الجزائر ، موريتانيا ، ليبيا ، بعض هذه البلاد يحفظون القرآن أيضا على رواية قالون عن نافع ، أما رواية ورش فاختص بها تقريباً بلاد المغرب ، وبعض بلاد السودان، وهناك في السودان أيضا رواية حفظوا القرآن عليها ، وهي رواية سيدنا الدوري عن أبي عمرو ) .
انتهى